Suriy-i-Muluk/Arabic15

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search

أَنْ يَا سَفِيرَ العَجَمِ فِي المَدِينَةِ أَزَعَمْتَ بِأَنَّ الأَمْرَ كَانَ بِيَدِي أَوْ يُبَدَّلُ أَمْرُ اللهِ بِسِجْنِي وَذُلِّي أَوْ بِإِفْقَادِي وَإِفْنَائِي فَبِئْسَ مَا ظَنَنْتَ فِي نَفْسِكَ وَكُنْتَ مِنَ الظَّانِّينَ إِنَّهُ مَا مِنْ إِلهٍ إِلَّا هُوَ يَظْهَرُ أَمْرُهُ وَيَعْلُو بُرْهَانُهُ وَيُثْبِتُ مَا أَرَادَ وَيَرْفَعُهُ إِلَى مَقَامٍ الَّذِي يَنْقَطِعُ عَنْهُ أَيْدِيكَ وَأَيْدِي المُعْرِضِينَ، هَلْ تَظُنُّ بأَنَّكَ تُعْجِزُهُ فِي شَيْءٍ أَوْ تَمْنَعُهُ عَنْ حُكْمِهِ وَسُلْطَانِهِ أَوْ يَقْدِرُ أَنْ يَقُومَ مَعَ أَمْرِهِ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، لا فَوَ نَفْسِهِ الحَقِّ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ عَمَّا خُلِقَ إِذًا فَارْجِعْ عنْ ظَنِّكَ إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئًا وَكُنْ مِنَ الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ الَّذِي خَلَقَكَ وَرَزَقَكَ وَجَعَلَكَ سَفِيرَ المُسْلِمينَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّهُ خَلَقَ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِكَلِمَةِ أَمْرِهِ وَمَا خُلِقَ بِحُكْمِهِ كَيْفَ يَقُومُ مَعَهُ فَسُبْحانَ اللهِ عَمَّا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ يَا مَلأَ المُبْغِضِينَ، إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِهِ يَكْفِيهِ عُلَمَاءُكُمْ وَالَّذِينَ هُمْ اتَّبَعُوا هَواهُمْ وَكَانُوا مِنَ المُعْرِضِينَ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ قَبْلُ وَحَكَى اللهُ عَنْهُ لِنَبِيِّهِ الَّذِي اصْطَفاهُ بَيْنَ خَلْقِهِ وَأَرْسَلَهُ عَلَيْهِمْ وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، قَالَ وَقَوْلُهُ الحَقُّ: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّناتِ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ وَهَذا مَا نَزَّلَ اللهُ عَلَى حَبِيبِهِ فِي كِتَابِهِ الحَكِيمِ، وَأَنْتُمْ مَا سَمِعْتُمْ أَمْرَ اللهِ وَحُكْمَهُ وَمَا اسْتَنْصَحْتُمْ بِنُصْحِ الَّذِي نُزِّلَ فِي الكِتَابِ وَكُنْتُمْ مِنَ الغَافِلينَ، وَكَمْ مِنْ عِبَادٍ قَتَلْتُمُوهُم فِي كُلِّ شُهُورٍ وَسِنِينَ وَكَمْ مِنْ ظُلْمٍ ارْتَكَبْتُمُوهُ فِي أَيَّامِكُمْ وَلَمْ يَرَ شِبْهَها عَيْنُ الإِبْدَاعِ وَلَنْ يُخْبِرَ مِثْلَها أَحَدٌ مِنَ المُؤَرِّخِينَ، وَكَمْ مِنْ رَضِيعٍ بَقِيَ مِنْ غَيْرِ أُمٍّ وَوَالِدٍ وَكَمْ مِنْ أَبٍ قُتِلَ ابْنُهُ مِنْ ظُلْمِكُم يَا مَلأَ الظَّالِمِينَ، وَكَمْ مِنْ أُخْتٍ ضَجَّتْ فِي فِراقِ أَخِيهَا وَكَمْ مِنْ امْرَأَةٍ بَقَتْ بِغَيْرِ زَوْجٍ وَمُعِينٍ، وَارْتَقَيْتُمْ فِي الظُّلْمِ إِلَى مَقَامٍ الَّذِي قَتَلْتُمُ الَّذِي مَا تَحَرَّفَ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِ اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، فَيَا لَيْتَ قَتَلْتُمُوهُ كَمَا يَقْتُلُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بَلْ قَتَلْتُمُوهُ بِقِسْمٍ الَّذِي مَا رَأَتْ بِمِثْلِهِ عُيُونُ النَّاسِ وَبَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَضَجَّتْ أَفْئِدَةُ المُقَرَّبِينَ، أَما كَانَ ابْنَ نَبِيِّكُمْ وَأَمَا كَانَ نِسْبَتُهُ إِلَى النَّبِيِّ مُشْتَهِرًا بَيْنَكُمْ فَكَيْفَ فَعَلْتُمْ بِهِ مَا لا فَعَلَ أَحَدٌ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَوَاللهِ مَا شَهِدَ عَيْنُ الوُجُودِ بِمِثْلِكُمْ تَقْتُلُونَ ابْنَ نَبِيِّكُمْ ثُمَّ تَفْرَحُونَ عَلَى مَقَاعِدِكُمْ وَتَكُونُنَّ مِنَ الفَرِحِينَ، وَتَلْعَنُونَ الَّذِينَ هُمْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ وَفَعَلُوا بِمِثْلِ مَا فَعَلْتُمْ ثُمَّ عَنْ أَنْفُسِكُمْ لَمِنَ الغَافِلِينَ، إِذًا فَأَنْصِفْ فِي نَفْسِك إِنَّ الَّذِينَ تَسُبُّونَهُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ هَلْ فَعَلُوا بِغَيْرِ مَا فَعَلْتُمْ، أُولئِكَ قَتَلُوا ابْنَ نَبِيِّهِمْ كَمَا قَتَلْتُمْ ابْنَ نَبِيِّكُمْ وَجَرَى مِنْكُمْ مَا جَرَى مِنْهُمْ فَمَا الفَرْقُ بَيْنَكُمْ يَا مَلأَ المُفْسِدينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُمُوهُ قَامَ أَحَدٌ مِنْ أَحِبَّائِهِ عَلَى القِصَاصِ وَلَنْ يَعْرِفَهُ أَحَدٌ وَاخْتَفَى أَمْرُهُ عَنْ كُلِّ ذِي رُوحٍ وَقُضِيَ مِنْهُ مَا أُمْضِيَ إِذاً يَنْبَغِي بِأَنْ لا تَلُومُوا أَحَدَاً فِي ذلِكَ بَلْ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ فِيمَا فَعَلْتُمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ المُنْصِفِينَ، هَلْ فَعَلَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ بِمِثْلِ مَا فَعَلتُمْ لا فَوَرَبِّ العَالَمِينَ، كُلُّ المُلُوكِ وَالسَّلاطِينِ يُوَقِّرُونَ ذُرِّيَّةَ نَبِيِّهِمْ وَرَسُولِهِمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَأَنْتُمْ فَعَلْتُمْ ما لا فَعَلَ أَحَدٌ وَارْتَكَبْتُمْ مَا احْتَرَقَتْ عَنْهُ أَكْبَادُ العَارِفِينَ، وَمَعَ ذلِكَ ما تَنَبَّهْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ وَما اسْتَشْعَرْتُمْ مِنْ فِعْلِكُمْ إِلَى أَنْ قُمْتُمْ عَلَيْنا مِنْ دُونِ ذَنْبٍ وَلا جُرْمٍ مُبِينٍ، أَما تَخَافُونَ عَنِ اللهِ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَسَوَّاكُمْ وَبَلَغَ أَشُدَّكُمْ وَجَعَلَكُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ، إِلَى مَتَى لا تَتَنَبَّهُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَلا تَتَعقَّلُونَ فِي ذَواتِكُمْ وَلا تَقُومُونَ عَنْ نَوْمِكُمْ وَغَفْلَتِكُمْ وَما تَكُونُنَّ مِنَ المُتَنَبِّهِينَ، وَأَنْتَ فَكِّرْ فِي نَفْسِكَ مَعَ كُلِّ ما فَعَلْتُمْ وَعَمِلْتُمْ هَلِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تُخْمِدُوا نارَ اللهِ أَوْ تُطْفِئُوا أَنْوَارَ تَجَلِّيهِ الَّتِي اسْتَضاءَتْ مِنْهَا أَهْلُ لُجَجِ البَقَاءِ وَاسْتَجْذَبَتْ عَنْهَا أَفْئِدَةُ المُوَحِّدِينَ، أَمَا سَمِعْتُمْ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْديكُمْ وَتَقْدِيرهُ فَوْقَ تَدْبِيرِكُمْ وَإِنَّهُ لَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَالغَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ وَلا يُسْئَلُ عَمَّا شَاءَ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ وَهُوَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ، وَإِنْ تُوقِنُوا بِذلِكَ لِمَ لا تَنْتَهُونَ أَعْمَالَكُمْ وَلا تَكُونُنَّ مِنَ السَّاكِنِينَ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ تُجَدِّدُونَ ظُلْمَكُمْ كَمَا قُمْتُمْ عَلَيَّ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ الَّذِي مَا دَخَلَتْ نَفْسِي فِي هذِهِ الأُمُورِ وَمَا كُنْتُ مُخَالِفَاً لَكُمْ وَلا مُعَارِضَاً لأَمْرِكُمْ إِلَى أَنْ جَعَلْتُمُونِي مَسْجُوناً فِي هذِهِ الأَرْضِ البَعِيدِ، وَلكِنْ فَاعْلَمْ ثُمَّ أَيْقِنْ بِأَنَّ ذلِكَ لَنْ يُبَدِّلَ أَمْرَ اللهِ وَسُنَنَهُ كَمَا لَمْ يُبَدِّلْ مِنْ قَبْلُ عَنْ كُلِّ ما اكْتَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَيْدِي المُشْرِكِينَ، ثُمَّ اعْلَمُوا يا مَلأَ الأَعْجَامِ بِأَنَّكُمْ لَو تَقْتُلُونَنِي يَقُومُ للهِ أَحَدٌ مَقامِي وَهذِهِ مِنْ سُنَّةِ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدُوا لِسُنَّتِهِ لا مِنْ تَبْدِيلٍ وَلا مِنْ تَحْويلٍ، أَتُرِيدُونَ أَنْ تُطْفِئُوا نُورَ اللهِ فِي أَرْضِهِ أَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ أَنْتُمْ تَكرَهُوهُ فِي أَنْفُسِكُمْ وَتَكُوُنُنَّ مِنَ الكَارِهِينَ، وَأَنْتَ يَا سَفِيرُ تَفَكَّرْ فِي نَفْسِكَ أَقَلَّ مِنْ آنٍ ثُمَّ أَنْصِفْ فِي ذَاتِكَ بِأَيِّ جُرْمٍ افْتَرَيْتَ عَلَيْنا عِنْدَ هؤُلاءِ الوُكَلاءِ وَاتَّبَعْتَ هَواكَ وَأَعْرَضْتَ عَنِ الصِّدْقِ وَكُنْتَ مِنَ المُفْتَرِينَ، بَعْدَ الَّذِي مَا عَاشَرْتَنِي وَمَا عَاشَرْتُكَ وَمَا رَأَيْتَنِي إِلَّا فِي بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّامَ الَّتِي فِيها يُذْكَرُ مَصَائِبُ الحُسَيْنِ وَفِي تِلْكَ المَجَالِسِ لَمْ يَجِدِ الفُرْصَةَ أَحَدٌ لِيَفْتَحَ اللِّسَانَ وَيَشْتَغِلَ بِالبَيانِ حَتَّى يُعْرَفَ مَطَالِبُهُ أَوْ عَقَائِدُهُ وَأَنْتَ تُصَدِّقُنِي فِي ذلِكَ لَوْ تَكُونُ مِنَ الصَّادِقِينَ، وَفِي غَيْر تِلْكَ المَجَالِسِ مَا دَخَلْتُ لِتَرَانِي أَنْتَ أَوْ يَرَانِي غَيْرُكَ مَعَ ذلِكَ كَيْفَ أَفْتَيْتَ عَلَيَّ مَا لا سَمِعْتَ مِنِّي،