Suriy-i-Haykal/Page3/Arabic43

ان يا ملک ان اشهد بما شهد اللّه لذاته بذاته قبل خلق سمائه و ارضه انّه لا اله الّا انا الواحد الفرد المتعالی العزيز المنيع. قم بالاستقامة الکبرى علی امر ربّک الابهى کذلک امرت فى هذا اللّوح البديع. انّا ما اردنا لک الّا ما هو خير لک عمّا علی الارض کلّها و يشهد بذلک کلّ الاشيآء و عن ورآئها هذا الکتاب المبين. تفکّر فى الدّنيا و شأن اهلها انّ الّذى خلق العالم لنفسه قد حبس فى اخرب الدّيار بما اکتسبت ايدى الظالمين و من افق السّجن يدعو النّاس الی فجر اللّه العلىّ العظيم. هل تفرح بما عندک من الزّخارف بعد الّذى تعلم انّها ستفنى او تسترّ بما تحکم علی شبر من الارض بعد الّذى کلّها لم يکن عند اهل البهآء الّا کسواد عين نملة ميتة دعها لاهلها ثمّ اقبل الی مقصود العالمين. اين اهل الغرور و قصورهم فانظر فى قبورهم لتعتبر بما جعلناها عبرة للنّاظرين. لو تاخذک نفحات الوحى لتفرّ من الملک مقبلا الی الملکوت و تنفق ما عندک للتّقرّب الی هذا المنظر الکريم. انّا نرى اکثر العباد عبدة الاسمآء کما تراهم يلقون انفسهم فى المهالک لابقآء اسمآئهم بعد الّذى يشهد کلّ ذى دراية انّ الاسم لا ينفع احدا بعد موته الّا بان ينسب الی اللّه العزيز الحميد. کذلک سلّطت عليهم الاوهام جزآء اعمالهم فانظر فى قلّة عقولهم يبتغون ما لا ينفعهم بمنتهى الجدّ و الاجتهاد و لو تسئلهم هل ينفعکم ما اردتم تجدهم متحيّرين و لو ينصف احد يقول لا و ربّ العالمين. هذا شان النّاس و ما عندهم دعهم فى خوضهم ثمّ ولّ وجهک شطر اللّه هذا ما ينبغى لک ان استنصح بما نصحت من لدن ربّک و قل انّ الحمد لک يا اله من فى السّموات و الارضين.