Madinatut-Tawhid/Arabic9
فاشهد يا سلمان بأن في خزائن علم اللّه لعلوم لن يذكر عند حرف منها علم أحد ولا توحيد الّذي به يوحّدون اللّه عباده ولا أعلى جواهر التّفريد ولكن لمّا سبقت رحمته كلّ العباد يقبل منهم بما يأمرهم في زمن كلّ رسول وعهد كلّ نبيّ فضلا من لدنه على الخلايق أجمعين فاشهد بأنّه لا إله إلّا هو لن يعرفه أحد ولن يصل إلى بدايع علمه نفس ولا يدركه كلّ من في الملك إن أنتم في أسرار الأمر لمن المتفرّسين فياليت يوجد حمامات قدسيّة وأفئدة مجرّدة ليطيرن مع هذا العبد في هواء هذا العلم الّذي احترقت من تقرّبها أجنحة المتقرّبين فسوف يظهر اللّه في الأرض عبادا ما يمسكهم منع المغلين ويطيرن بجناح القدس ويسيرن في ممالك البقاء ويدخلن في سرادق عزّ منير ولا يشغلهم شأن في الملك ولا يلهيهم زخارف الأرض عن ذكر اللّه العليّ المقتدر العزيز وإذا يسمعون نغمات الرّوح تفيض عيونهم من الدّمع ويستبشرون بروح اللّه ويقبلون إلى جمال قدس بديع ولن يبدّلوا آيات اللّه بشيء ولو ينفقون بكلّ من في السّموات والأرض وكلّما يسمعون نغمات اللّه يميلون إلى وطن القرب ويفدون أنفسهم في كلّ حين حينئذ ينبغي بأن ابتدء في ذكر ما أردت من قبل واختم هذا الذّكر الّذي لن يبلغه على أفئدة البالغين