Madinatut-Tawhid/Arabic13

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search

وإيّاكم يا ملأ التّوحيد لا تفرّقوا في مظاهر أمر اللّه ولا فيما نزل عليهم من الآيات وهذا حقّ التّوحيد إن أنتم من الموقنين وكذلك في أفعالهم وأعمالهم وكلّما ظهر من عندهم ويظهر من لدنهم كلّ من عند اللّه وكلّ بأمره عاملين ومن فرّق بينهم وبين كلماتهم وما نزل عليهم أو في أحوالهم وأفعالهم في أقلّ ما يحصى لقد أشرك باللّه وآياته وبرسله وكان من المشركين وكذلك نعلّمكم سبل العلم والحكمة لعلّا أنتم في سُرادِق العزّ لتكوننّ من الدّاخلين وكلّما ذكرنا الأمر بينهم من جواهر التّوحيد وحقايق التّفريد هذا لم يكن إلّا في مقام التّنزيل لأنّ كلّهم بدءوا من عند اللّه ويعيدوا إليه وحكموا بأمره ونطقوا بإذنه لذا يثبت حكم التّوحيد عليهم في هذا المقام وكذلك نصرف لكم الآيات لتكوننّ من الموقنين ولكن في مقام الفرق فضّل اللّه بعضهم على بعض كفضل المولى على العبيد وفي هذا المقام فاشهد مقام بعضهم كالنّقطة في صدر الحروفات وكان الحروفات يفصلن عن النّقطة ويدورن حولها كذلك فاعرف مراتب النّبيّين وتشهد بأنّ الّذي جائكم باسم عَلِيٍّ هو النّقطة وتدور في حولها أرواح المرسلين إذا قل في نفسك فتبارك اللّه أحسن الخالقين وتشهد في مقام الأفعال بأنّ كلّها ظهرت بأمره وخلقت بقوله وبعثت بقضائه ويرجع إلى مقام الّذي قدّر لها من عنده ذلك اللّه ربّي وربّكم وربّ آبائكم الأوّلين هل يمكن لأحد أن يحرّك في الملك بغير ما قضى اللّه في الكتاب قل سبحان اللّه كلّ الأشياء محرّكة بأمره وكلّ إليه لراجعين ما من إله إلّا هو يقبض ما يشاء لمن يشاء ويقدّر لكلّ شيء ما يريد وهو المقتدر العليم وما من شيء إلّا وقد أحاط علمه قبل ظهوره وبعد ظهوره وقدّر له ما هو خير له عن كلّ ما في السّموات والأرض وهذا ما رُقِم من قلم حكم حكيم قديرا