Lawh-i-Tibb/Page1/Arabic2
قل يا قوم لا تأكلوا إلّا بعد الجوع ولا تشربوا بعد الهجوع. نِعم الرّياضة على الخلاء بها تقوى الأعضاء وعند الامتلاء داهية دهماء. لا تترك العلاج عند الاحتياج ودعه عند استقامة المزاج لا تباشر الغذاء إلّا بعد الهضم ولا تزدرد إلّا بعد أن يكمل القضم. عالج العلّة أوّلا بالأغذية ولا تجاوز إلى الأدوية. إن حصل لك ما أردت من المفردات لا تعدل إلى المركّبات. دع الدّواء عند السّلامة وخذه عند الحاجة. إذا اجتمع الضدّان على الخوان لا تخلطهما فاقنع بواحد منهما. بادر أوّلا بالرّقيق قبل الغليظ وبالمائع قبل الجامد. إدخال الطّعام على الطّعام خطر كن منه على حذر. وإذا شرعت في الأكل فابتدئ باسمي الأبهى ثمّ اختم باسم ربّك مالك العرش والثّرى وإذا أكلت فامش قليلا لاستقرار الغذاء وما عسر قضمه منهيّ عنه عند أولي النّهى كذلك يأمرك القلم الأعلى. أكل القليل في الصّباح إنّه للبدن مصباح واترك العادة المضرّة فإنّها بليّة للبريّة. قابل الأمراض بالأسباب وهذا القول في هذا الباب فصل الخطاب أن الزم القناعة في كلّ الأحوال بها تسلم النّفس من الكسالة وسوء الحال. أن اجتنب الهمّ والغمّ بهما يحدث بلاء أدهم. قل الحسد يأكل الجسد والغيظ يحرق الكبد أن اجتنبوا منهما كما تجتنبون من الأسد. تنقية الفضول هي العمدة ولكن في الفصول المعتدلة والّذي تجاوز أكله تفاقم سقمه. قد قدّرنا لكلّ شيء سببا وأعطيناه أثرا كلّ ذلك من تجلّي اسمي المؤثّر على الأشياء إنّ ربّك هو الحاكم على ما يشاء. قل بما بيّنّاه لا يتجاوز الإخلاط عن الإعتدال ولا مقاديرها عن الأحوال. يبقى الأصل على صفائه. والسّدس وسدس السّدس على حاله. ويسلم الفاعلان والمنفعلان وعلى اللّه التّكلان. لا إله إلّا هو الشّافي العليم المستعان. ما جرى القلم الأعلى على مثل تلك الكلمات إلّا لحبّي إيّاك لتعلم بأنّ الهمّ ما أخذ جمال القدم ولم يحزن عمّا ورد عليه من الأمم. والحزن لمن يفوت منه شيء ولا يفوت عن قبضته من في السّموات والأرضين.