Kitab-i-Sultan/Persian27

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search

يا ملک قد رأيت فی سبيل اللّه ما لا رأت عين و لا سمعت اذن قد انکرنی المعارف و ضاق عليّ المخارف قد نضب ضحضاح السّلامة و اصفرّ ضحضاح الرّاحة کم من البلايا نزلت و کم منها سوف تنزل امشی مقبلا الی العزيز الوهّاب و ورائی تنساب الحباب قد استهلّ مدمعی الی ان بلّ مضجعی و ليس حزنی لنفسی تاللّه رأسی يشتاق الرّماح فی حبّ مولاه و ما مررت علی شجر الّا و قد خاطبه فؤادی يا ليت قطعت لاسمی و صلب عليک جسدی فی سبيل ربّی بل بما اری النّاس فی سکرتهم يعمهون و لا يعرفون رفعوا اهوائهم و وضعوا الههم کأنّهم اتّخذوا امر اللّه هزوا و لهوا و لعبا و يحسبون انّهم محسنون و فی حصن الأمان هم محصنون ليس الأمر کما يظنّون غدا يرون ما ينکرون فسوف يخرجنا اولو الحکم و الغنآء من هذه الأرض الّتی سمّيت بأدرنة الی مدينة عکّاء و ممّا يحکون انّها اخرب مدن الدّنيا و اقبحها صورة و اردئها هواء و انتنها مآء کأنّها دار حکومة الصّدی لا يسمع من ارجائها الّا صوت ترجيعه و ارادوا ان يحبسوا الغلام فيها و يسدّوا علی وجوهنا ابواب الرّخآء و يصدّوا عنّا عرض الحياة الدّنيا فيما غبر من ايّامنا تاللّه لو ينهکنی اللّغب و يهلکنی السّغب و يجعل فراشی من الصّخرة الصّمّآء و مؤانسی وحوش العرآء لا اجزع و اصبر کما صبر اولو الحزم و اصحاب العزم بحول اللّه مالک القدم و خالق الأمم و اشکر اللّه علی کلّ الأحوال و نرجو من کرمه تعالی بهذا الحبس يعتق الرّقاب من السّلاسل و الأطناب و يجعل الوجوه خالصة لوجهه العزيز الوهّاب انّه مجيب لمن دعاه و قريب لمن ناجاه و نسئله ان يجعل هذا البلآء الأدهم درعا لهيکل امره و به يحفظه من سيوف شاحذة و قضب نافذة لم يزل بالبلآء علا امره و سنا ذکره هذا من سنّته قد خلت فی القرون الخالية و الأعصار الماضية فسوف يعلم القوم ما لا يفقهونه اليوم اذا عثر جوادهم و طوی مهادهم و کلّت اسيافهم و زلّت اقدامهم لم ادر الی متی يرکبون مطيّة الهوی و يهيمون فی هيمآء الغفلة و الغوی أ يبقی عزّة من عزّ و ذلّة من ذلّ ام يبقی من اتّکأ علی الوسادة العليا و بلغ فی العزّة الغاية القصوی لا وربّی الرّحمن کلّ من عليها فان و يبقی وجه ربّی العزيز المنّان ايّ درع ما اصابها سهم الرّدی و ايّ فود ما عرّته يد القضآء و ايّ حصن منع عنه رسول الموت اذ اتی و ايّ سرير ما کسر و ايّ سدير ما قفر لو علم النّاس ما ورآء الختام من رحيق رحمة ربّهم العزيز العلّام لنبذوا الملام و استرضوا عن الغلام و امّا الآن حجّبونی بحجاب الظّلام الّذی نسجوه بأيدی الظّنون و الأوهام سوف تشقّ اليد البيضآء جيبا لهذه اللّيلة الدّلمآء و يفتح اللّه لمدينته بابا رتاجا يومئذ يدخل فيها النّاس افواجا و يقولون ما قالته اللّائمات من قبل ليظهر فی الغايات ما بدا فی البدايات أيريدون الاقامة و رجلهم فی الرّکاب و هل يرون لذهابهم من اياب لا وربّ الأرباب الّا فی المآب يومئذ يقوم النّاس من الأجداث و يسئلون عن التّراث طوبی لمن لا تسومه الأثقال فی ذلک اليوم الّذی فيه تمرّ الجبال و يحضر الکلّ للسّؤال فی محضر اللّه المتعال انّه شديد النّکال نسئل اللّه ان يقدّس قلوب بعض العلمآء من الضّغينة و البغضآء لينظروا الأشيآء بعين لا يغلبها الاغضآء و يصعدهم الی مقام لا تقلّبهم الدّنيا و رياستها عن النّظر الی الأفق الأعلی و لا يشغلهم المعاش و اسباب الفراش عن اليوم الّذی فيه يجعل الجبال کالفراش ولو انّهم يفرحون بما ورد علينا من البلآء سوف يأتی يوم فيه ينوحون و يبکون وربّی لو خيّرت فيما هم عليه من العزّة و الغنآء و الثّروة و العلآء و الرّاحة و الرّخآء و ما انا فيه من الشّدّة و البلآء لاخترت ما انا فيه اليوم و الآن لا ابدّل ذرّة من هذه البلايا بما خلق فی ملکوت الانشآء لو لا البلآء فی سبيل اللّه ما لذّ لی بقائی و ما نفعنی حياتی و لا يخفی علی اهل البصر و النّاظرين الی المنظر الأکبر انّی فی اکثر ايّامی کنت کعبد يکون جالسا تحت سيف علّق بشعرة واحدة و لم يدر متی ينزل عليه أينزل فی الحين او بعد حين و فی کلّ ذلک نشکر اللّه ربّ العالمين و نحمده فی کلّ الأحوال انّه علی کلّ شیء شهيد.