Kitab-i-Badi/Persian706
ثمّ يخاطبك أهل جنّة الأمر و يقولن: "يا أيّها الغافل عن ذكر الله و المحارب بنفسه، إنّا خُلِقنا بأمر الّذی جری من قلمه العزيز البديع، و إنّه لهو الّذی بأمره رَقَمَ قلم الأعلی علی الألواح كلّما أراد، و إنّه لهو الحاكم علی ما يريد. إنّه لا يُسئل عمّا فعل و ما سواه يُسئلون، لو أنت مِن العالمين. إنّه لهو المختار فی نفسه، يفعل ما يشاء بسلطانه، ليس لأحد أنْ يعترض عليه و إنّما الإعتراض يرجع إلی نفسك الشّقیّ البعيد. ما أحصينا أحجبَ منك مِن ملل القبل. تالله بنار غلّك إشتعلتْ نار السّعير. خَف عن الله و لا تُنسب إليه ما يأمرك نفسك و هويك، و لا تكن من المشركين! تالله يشهد بتقديسه كلّ الذّرّات، ثمّ بتنزيهه كلّ الأشياء، و بتجريده أهل ملاء الأعلی، و بتوحيد ذاته أهل مدائن البقاء. إنّه لو يحكم لِنفسِ الشّركِ حكمَ التّوحيد يقدر بسلطانه المقتدر القدير، و لو يريد أنْ يُبدّل ذنوبَ الممكنات بكلمة من عنده لَيكونُ قادراً بأمره. و إنّما العجز شأنك و شأن أمثالك، يا أيّها[۳۷۸]الّذی جعلتَ نفسك محروماً عن نفحات الله فی هذه الأيّام الأبدع البديع.