Lawh-i-Ayat-i-Nur/Page3/Arabic54
Jump to navigation
Jump to search
ثمّ اعلم بأنّ هذا الألف في مقام يشير به إلى الأرض البيضاء والنّور الدّرّيّ الأخضر إن أنتم في أسرار الصّنعة الطّبيعة تريدون أن تتفرّسون وهذه الأرض صفائها ولونها من الماء إن أنتم تعقلون ويجمد في الماء فسبحان اللّه موجدها وتعالى عمّا أنتم تصفون وإذا جمد وانعقد هذا الماء الدّرّيّ في هذا الماء النّاري وأخذ الحرارة من هذا الماء الذّهبي النّاري يجتمع فيها الثلاثة الرّوح والنّفس والجسد وهذا ما لا سبقه علم أحد من النّاس وكلّ فيه متحيرون فلمّا انعقد هذه الأرض المتكونة من الماء في هذا الماء الحمراء إذا فأخرجها فلمّا أخرجتها تجد في وجهها غبرة النّار أي يسود إذا أنتم لا تحزنون لأنّها لو اسودّت لا بأس عليها لأنّ اللّه يبدّل هذه الظّلمة بالنّور بحيث يوقد ويضيء بإذن اللّه المهيمن المحمود وهذه ثمرة القدس الّتي ظهرت من شجرة الّتي نبتت في سماء الأفلاك وأرض العقول وهذه حجر الحكماء وفضّتهم وأرض العطشان وزيبقهم وبكلّ ما هم يسمّون وإن أخرجتها من معدن الإلهي سلّط عليها من روح الّذي كان منها وفي قرابتها لأنّ الجسد لا يقبل روح غيره لو أنتم فيما نلقي عليكم تحفظون وما يمضي من أيّام إلّا وتبيض بإذن اللّه إذا فاجهد في طهارتها بحيث لا يبقي فيها شيء من الظّلمة الّتي فيها الفساد على غاية ما أنتم تقتدرون أن تجدون