Lawh-i-Ayat-i-Nur/Page3/Arabic49
Jump to navigation
Jump to search
إذًا فاعرف تجلّي هذا الألف في نفسك مع إنّه واحد كيف أظهر اللّه منه الأسماء المتغايرة والآثار المختلفة لتبلغ بذلك إلى مقام العرفان وتشهد بأنّ الاختلاف يظهر باختلاف المحلّ والأسباب وإلّا مجلّي واحد والتّجلّي واحد وكلّ ذلك في أنفسكم أفلا تبصرون ولتوقننّ بأنّه لا إله إلّا هو قد صنع الخلق جامعًا بجميع أسمائه وصفاته إن أنتم بدايع الصّنع في أنفسكم لا تتضيعون وكلّ ذلك خلق في ملكه ويظهر في مقام الخلق
وأنتم يا ملأ البيان عن حدودكم لا تتجاوزون خافوا عن اللّه ولا تنسبوا إلى أنفسكم ما لا قدّر لكم ثمّ عن مقامكم لا تسترفعون وقد بيّنا لكم ما حارت فيه أفئدة العرفاء والحكماء والعلماء في تلويح هذه الكلمات لتطلعنّ بما فيها وتشربنّ كلّ من في السّموات والأرض من هذا المعين الجارية على مقدارهم ومراتبهم وعلى ما هم عليه مقتدرون