Lawh-i-Malikih/Page1/Arabic4
يا مَعْشَرَ المُلُوكِ إِنَّا نَرَاكُمْ فِي كُلِّ سَنَةٍ تَزْدادُونَ مَصَارِفَكُمْ وَتُحَمِّلُونَها عَلَى الرَّعِيَّةِ إِنْ هذا إِلاَّ ظُلْمٌ عَظِيمٌ، اتَّقُوا زَفَرَاتِ المَظْلُومِ وَعَبَرَاتِهِ وَلا تُحَمِّلُوا عَلَى الرَّعِيَّةِ فَوْقَ طاقَتِهِمْ وَلا تُخْرِبُوهُمْ لِتَعْمِيرِ قُصُورِكُمْ، أَنِ اخْتَارُوا لَهُمْ ما تَخْتَارُونَهُ لأَنْفُسِكُمْ كَذلِكَ نُبَيِّنُ لَكُمْ ما يَنْفَعُكُمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ المُتَفَرِّسِينَ، إِنَّهُمْ خَزَائِنُكُمْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَحْكُمُوا عَلَيْهِمْ ما لا حَكَمَ بِهِ اللهُ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُسَلِّمُوها بِأَيْدِي السَّارِقِينَ، بِهِمْ تَحْكُمُونَ وَتَأْكُلُونَ وَتَغْلِبُونَ وَعَلَيْهِمْ تَسْتَكْبِرُونَ إِنْ هذا إِلاَّ أَمْرٌ عَجِيبٌ، لَمَّا نَبَذْتُمُ الصُّلْحَ الأَكْبَرَ عَنْ وَرَائِكُمْ تَمَسَّكُوا بِهذا الصُّلْحِ الأَصْغَرِ لَعَلَّ بِهِ تَصْلُحُ أُمُورُكُمْ وَالَّذِينَ فِي ظِلِّكُمْ عَلَى قَدْرٍ يا مَعْشَرَ الآمِرِينَ، أَنْ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ إِذاً لا تَحْتاجُونَ بِكَثْرَةِ العَساكِرِ وَمُهِمَّاتِهِمْ إِلاَّ عَلَى قَدْرٍ تَحْفَظُونَ بِهِ مَمَالِكَكُمْ وَبُلْدَانَكُمْ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَدَعُوا ما نُصِحْتُمْ بِهِ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ أَمِينٍ، أَنِ اتَّحِدُوا يا مَعْشَرَ المُلُوكِ بِهِ تَسْكُنُ أَرْياحُ الاخْتِلافِ بَيْنَكُمْ وَتَسْتَرِيحُ الرَّعِيَّةُ وَمَنْ حَوْلَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ العارِفِينَ، إِنْ قَامَ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى الآخَرِ قُومُوا عَلَيْهِ إِنْ هذا إِلاَّ عَدْلٌ مُبِينٌ، كَذلِكَ وَصَّيْناكُمْ فِي اللَّوْحِ الَّذِي أَرْسَلْنَاهُ مِنْ قَبْلُ تِلْكَ مَرَّةً أُخْرَى أَنِ اتَّبِعُوا ما نُزِّلَ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ حَكِيمٍ، إِنْ يَهْرُبْ أَحَدٌ إِلَى ظِلِّكُمْ أَنِ احْفَظُوا وَلا تُسَلِّمُوهُ كَذلِكَ يَعِظُكُمْ القَلَمُ الأَعْلَى مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا ما فَعَلَ مَلِكُ الإِسْلامِ إِذْ أَتَيْنَاهُ بِأَمْرِهِ حَكَمَ عَلَيْنا وُكُلاؤُهُ بِالظُّلْمِ الَّذِي بِهِ ناحَتِ الأَشْياءُ وَاحْتَرَقَتْ أَكْبادُ المُقَرَّبِينَ، تُحَرِّكُهُمْ أَرْياحُ الهَوَى كَيْفَ تَشاءُ ما وَجَدْنَا لَهُمْ مِنْ قَرارٍ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الهائِمِينَ.