Lawh-i-Malikih/Page1/Arabic1
يَا أَيَّتُهَا المَلِكَةُ فِي اللُّونْدْرَةِ أَنِ اسْتَمِعِي نِدَاءَ رَبِّكِ مَالِكِ البَرِيَّةِ مِنَ السِّدْرَةِ الإِلهِيَّةِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا العَزِيزُ الحَكِيمُ، ضَعِي ما عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ زَيِّنِي رَأْسَ المُلْكِ بِإِكْلِيلِ ذِكْرِ رَبِّكِ الجَلِيلِ إِنَّهُ قَدْ أَتَى فِي العَالَمِ بِمَجْدِهِ الأَعْظَمِ وَكَمُلَ مَا ذُكِرَ فِي الإِنْجِيلِ، قَدْ تَشَرَّفَ بَرُّ الشَّامِ بِقُدُومِ رَبِّهِ مَالِكِ الأَنامِ وَأَخَذَ سُكْرُ خَمْرِ الوِصالِ شَطْرَ الجَنُوبِ وَالشِّمَالِ، طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ عَرْفَ الرَّحْمنِ وَأَقْبَلَ إِلَى مَشْرِقِ الجَمَالِ فِي هذا الفَجْرِ المُبِينِ، قَدِ اهْتَزَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى مِنْ نَسَمَاتِ رَبِّهِ الأَبْهَى وَالبَطْحاءُ مِنْ نِدَاءِ اللهِ العَلِيِّ الأَعْلَى إِذاً كُلُّ حَصَاةٍ مِنْها تُسَبِّحُ الرَّبَّ بِهذا الاسْمِ العَظِيمِ، دَعِي هَواكِ ثُمَّ أَقْبِلِي بِقَلْبِكِ إِلَى مَوْلاكِ القَدِيمِ، إِنَّا نُذَكِّرُكِ لِوَجْهِ اللهِ وَنُحِبُّ أَنْ يَعْلُوَ اسْمُكِ بِذِكْرِ رَبِّكِ خَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّماءِ إِنَّهُ عَلَى ما أَقُولُ شَهِيدٌ، قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكِ مَنَعْتِ بَيْعَ الغِلْمَانِ وَالإِماءِ هذا ما حَكَمَ بِهِ اللهُ فِي هذَا الظُّهُورِ البَدِيعِ، قَدْ كَتَبَ اللهُ لَكِ جَزَاءَ ذلِكَ إِنَّهُ مُوفِي أُجُورَ المُحْسِنِينَ إِنْ تَتَّبِعِي ما أُرْسِلَ إِلَيْكِ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ، إِنَّ الَّذِي أَعْرَضَ وَاسْتَكْبَرَ بَعَدَما جاءَتْهُ البَيِّناتِ مِنْ لَدُنْ مُنْزِلِ الآياتِ لَيُحْبِطُ اللهُ عَمَلَهُ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شّيْءٍ قَدِيرٍ، إِنَّ الأَعْمالَ تُقْبَلُ بَعْدَ الإِقْبالِ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الحَقِّ إِنَّهُ مِنْ أَحْجَبِ الخَلْقِ كذلِكَ قُدِّرَ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ قَدِيرٍ، وَسَمِعْنا أَنَّكِ أَوْدَعْتِ زِمامَ المُشاوَرَةِ بِأَيادِي الجُمْهُورِ نِعْمَ ما عَمِلْتِ لأَنَّ بِها تَسْتَحْكِمُ أُصُولُ أَبْنِيَةِ الأُمُورِ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُ مَنْ فِي ظِلِّكِ مِنْ كُلِّ وَضِيعٍ وَشَرِيفٍ، وَلكِنْ يَنْبَغِي لَهُمْ بِأَنْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ بَيْنَ العِبادِ وَيَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وُكَلاءَ لِمَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلِّها، هذا ما وُعِظُوا بِهِ فِي اللَّوْحِ مِنْ لَدُنْ مُدَبِّرٍ حَكِيمٍ، وَإِذا تَوَجَّهَ أَحَدٌ إِلَى المَجْمَعِ يُحَوِّلُ طَرْفَهُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَيَقُولُ: يا إِلهِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَبْهَى بِأَنْ تُؤَيِّدَنِي عَلَى ما تَصْلُحُ بِهِ أُمُورُ عِبادِكَ وَتُعْمَرُ بِهِ بِلادُكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، طُوبَى لِمَنْ يَدْخُلُ المَجْمَعَ لِوَجْهِ اللهِ وَيَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالعَدْلِ الخالِصِ أَلا إِنَّهُ مِنَ الفائِزِينَ.