Lawh-i-Khalil I/Page1/Arabic4
وأمّا ما سئلت عنّي فاعلم بأنّي عبد آمنت باللّه وآياته ورسله وكتبه ولا نفرّق بين أحد منهم وبذلك أُمرت من لدى اللّه المهيمن القيّوم وآمنت بكلّ ما نزل من عنده وما ينزل حينئذ من سماء قدس محبوب واتّبع ما أُمرت به في الكتاب بحول اللّه وقوّته ولن أحب أن اتجاوز عن حرف منه ويشهد بذلك ذاتي وكينونتي ثمّ لساني إن أنتم تشهدون وأحلّ على نفسي كلّ ما أحلّه اللّه في البيان وأُحرّم ما حرّم من لدنه واعتقد بكلّ ما نزل فيه إن أنتم تعتقدون إنّ الّذين يحلّلون ما حرّم اللّه عليهم ويحرّمون ما أحلّه اللّه في الكتاب أُولئك لا يفقهون شيئا ولا يعرفون ولكنّ هذا السّؤال لا ينبغي لأحد من النّاس لأنّ هذا مقام لن يحرّك عليه القلم ولن يجري عليه المداد إن أنتم تعرفون ولو كان هذا السُّؤال من غيرك ما أجبناه بحرف ولكن لمّا أردنا لك شأنا من الشُّؤن لذا أجبناك لعلّ تستدرك في نفسك وتكون من الّذينهم مهتدون في هذه الأيّام الّتي أخذت كلّ نفس سكرها وكلّ كانوا عن جماله معرضون إلّا الّذين هم انقطعوا بكلّهم عن كلّ ما سمعوا وكانوا بعين القدس هم يشهدون ثمّ ينظرون تاللّه الحقّ قد سئلت عن مقام الّذي كان أكبر عن خلق السّموات والأرض وجعله اللّه فوق شهادات عباده ولن يعقلها إلّا العارفون بلى إنّ النّاس يعرفون على قدر مراتبهم ومقدارهم لا على ما قدّر له فسبحانه سبحانه عمّا أنتم تسئلون وإنّك إن تكشف الحجاب عن بصرك وتصعد إلى هواء القدس في هذا الهواء الّذي يهبّ في هذا السّماء وتنقطع عن كلّ من في السّموات والأرض وعن كلّ أمر محدود ليلقي الرّوح في صدرك من هذا المقام الّذي يغنيك عن كلّ ما خلق ويخلق ويكفيك من كلّ شيء عمّا كان وعمّا يكون كذلك يتلوا عليك قلم الأمر عن حكمة اللّه المهيمن القيّوم ويلقي عليك ما يقرّبك إلى مقام عزّ محمود الّذي منعت عن الدّخول في فِنَائِهِ أكثر العباد ولن يصل إليه أحد إلّا الّذين هم كانوا على أَرَائِك الخُلد هم متّكئون