Madinatut-Tawhid/Arabic11
ثمّ نشهد بأنّه كان واحدا في صفاته وانقطعت كلّ الصّفات عن ساحة قدسه وهذا ما قدّر لنفسه إن أنتم من العارفين ثمّ اعلم بأنّ كثرات عوالم الصّفات والأسماء لن يقترن بذاته لأنّ صفاته تعالى عين ذاته ولن يعرف أحد كيف ذلك إلّا هو العزيز المتعالي الغفور الرّحيم ويرجع كلّ ذلك الأسماء والصّفات إلى أنبيائه ورسله وصفوته لأنّهم مرايا الصّفات ومطالع الأسماء وإلّا إنّه تعالى غيب في ذاته وصفاته ويُظْهِرُ كلّ ذلك في أنبيائه من الأسماء الحسنى والصّفات العليا لئلّا يحرم نفس من عرفان الصّفات في جبروت الأسماء وإنّ هذا الفضل من عنده على العالمين وللموحّد في ذلك المقام حقّ بأنّ يوفق في نفسه بأنّ ظهور تلك الصّفات في رسل اللّه لم يكن إلّا صفاته تعالى بحيث لن يشهد الفرق بينه وبينهم إلّا أنّ صفاتهم ظهرت بأمره وخلقت بمشيّته وهذا حقّ التّوحيد في هذا المقام قد ألقيناك بالفضل لتكوننّ من الرّاسخين ولن يشهد العارف شيئا لا في السّموات ولا في الأرض إلّا وقد يرى اللّه قائما عليه ويشهد كلّ شيء بلسان سرّه بأنّه لا إله إلّا هو العزيز العظيم ويرتقي العارف إلى مقام يشهد آثار تجلّي اللّه في كلّ شيء وبذلك يثبت على نفسه بأنّه كان ولم يكن معه من شيء فسبحانه وتعالى عمّا يقول هؤلاء المشركين