Madinatut-Tawhid/Arabic1
فاعلم ثمّ اعرف بأنّ للتّوحيد مراتب وعوالم ومقامات شتّي لا يعلم أحد وما أحصاه نفس إلّا اللّه المقتدر العزيز الجميل وإنّي لو أريد أن أفصّل لك في هذا المقام ما علّمني اللّه بفضله لا يحمله الألواح ولا تكفيه البحور لو يجعل مداد لهذه الكلمات المقدس المتعالي العزيز الكريم لأنّ اللّه لم يكن لفيضه تعطيل ولا لأمره من تعويق وهو الّذي فصّل من نقطة الأوّليّة علم ما كان وما يكون إن أنتم من العارفين وسيفصّل في طراز هذه النّقطة علوم الّتي ما سمعها أذن أحد ولن يعرفها أحد من العالمين قل إنّه لو يريد أن يطوي كلّ العلوم عمّا فصّل في الملك من أوّل الّذي لا أوّل له ليقدر ويكون ذلك أقرب من لمح البصر لا إله إلّا هو السّلطان المقتدر القدير هو الّذي في قبضته ملكوت ملك السّموات والأرض يمحو ما يشاء بأمره ويثبت ما أراد بقدرته وعنده لوح قدس حفيظ قل إنّه هو الّذي لم يزل كان مقدّسا عن كلّ ما علمتم ويأتي في كلّ شأن بعلم بديع قل إنّ جوهر التّوحيد والتّحديد عنده في حدّ سواء ولكنّ النّاس أكثرهم على فراش الجهل لراقدين قل لو يمحو الآيات التّوحيد ويحكم بالتّحديد هذا لحقّ مبين وليس لأحد أن يقول لم وبم لأنّ الأمر ما يظهر من عنده والحكم ما يحكم عليه من لدنه وهو القويّ القدير