Kitab-i-Badi/Persian702
ولكن إنّه بعد إستماع كلمات الله و ما ذاق عمّا أراد، ما شهد أحدٌ فی نفسه سكوناً و قراراً. و قضت عليه أيّام معدودات و فی كلّ حين يزداد شوقه و يشتدّ شغفه بالله بارئه، إلی أن حضر فی فجر يومٍ من الأيّام و كنس بعمامته فِناء البيت و رجع و أخذ سِكّيناً و تجنّب عن العباد و خرج عن المدينة إلی أن ورد شاطی الشّط. قام مقبلاً إلی البيت، بيدٍ أخذ لحاه و بيدٍ آخر قطع حنجره حبّاً للّه المقتدر المهيمن القيّوم. إذاً أرتفع بين النّاس ضوضاء و إرتفعت الصّياح مِن كلّ النّفوس و إجتمعوا فی حوله خلق كثير[۳۷۰]،و رأوا بأنّ السّكين كان بيده و وضع يده علی صدره، فتحيّر بذلك كلّ الوجود، ثمّ أهل ملاء الأعلی، ثمّ أهل مدائن الكبرياء، ثمّ أهل ملكوت الأسماء و جبروت البقا. و كلّهم صلّوا عليه و كبّروا علی وجهه و نزلوا عليه و طافوا فی حوله و إستنشقوا روائح حبّه. و إنّی لو أذكر ما ظهر فی ذلك اليوم، إنّک لن تقبلَ و لن تستطيعَ أنْ تعرفَ و كان الله علی ما أقول شهيد.