Lawh-i-Ishraqat/Page1/Arabic13: Difference between revisions
(Created page with "إِلَهِی إِلَهِی لَا تَحْرِمِ العُيُونَ عَمَّا خَلَقْتَهَا لَهُ وَ لَا الوُجُوهَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَی أُفُقِکَ وَ القِيَامِ لَدَی بَابِ عَظَمَتِکَ وَ الحُضُورِ أَمَامَ عَرْشِکَ وَ الخُضُوعِ لَدِی إِشْرَاقَاتِ أَنْوَارِ شَمْسِ فَضْلِکَ أَیْ رَبِّ أَنَا...") |
No edit summary |
||
Line 1: | Line 1: | ||
إِلَهِی | ارْتَکَبَ فِی أَيَّامِکَ بَحَيْثُ نَقَضَ عَهْدَکَ وَ مِيْثَاقَکَ وَ أَنْکَرَ آيَاتِکَ وَ قَامَ عَلَی الإِعْرَاضِ وَ ارْتَکَبَ مَا نَاحَ بِهِ سُکَّانُ مَلَکُوتِکَ فَلَمَّا خَابَ فِی نَفْسِهِ وَ وَجَدَ رَائِحَةَ الخُسْرَانِ صَاحَ وَ قَالَ مَا تَحَيَّرَ بِهِ المُقَرَّبُونَ مِنْ أَصْفِيَائِکَ وَ أَهْلِ خِبَاءِ مَجْدِکَ تَرَانِی يَا إِلَهِی کَالحُوتِ المُتَبَلْبِلِ عَلَی التُّرَابِ أَغِثْنِی ثُمَّ ارْحَمْنِی يَا مُسْتَغَاثُ وَ يَا مَنْ فِی قَبْضَتِکَ زِمَامُ النَّاسِ مِنَ الذُّکُورِ وَ الإِنَاثِ کُلَّمَا أَتَفَکَّرُ فِی جَرِيرَاتِیَ العُظْمَی وَ خَطِيئَاتِیَ الکُبْرَی يَأْخُذُنِی اليَأْسُ مِنْ کُلِّ الجِهَاتِ وَ کُلَّمَا أَتَفَکَّرُ فِی بَحْرِ عَطَائِکَ وَ سَمَآءِ جُوْدِکَ وَ شَمْسِ فَضْلِکَ أَجِدُ عَرْفَ الرَّجَاءِ مِنَ اليَمِينِ وَ اليَسَارِ وَ الجُنُوبِ وَ الشِّمَالِ کَأَنَّ الأَشْيَاءَ کُلَّهَا تُبَشِّرُنِی بِأَمْطَارِ سَحَابِ سَمَآءِ رَحْمَتِکَ وَ عِزَّتِکَ يَا سَنَدَ المُخْلِصِينَ وَ مُقْصُودَ المُقَرَّبِينَ شَجَّعَتْنِی مَوَاهِبُکَ وَ أَلْطَافُکَ وَ ظُهُورَاتُ فَضْلِکَ وَ عِنَايَتِکَ وَ إِلَّا مَا لِلْمَفْقُودِ أَنْ يَذْکُرَ مَنْ أَظْهَرَ الوُجُودَ بِکَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ وَ مَا لِلْمَعْدُومِ أَنْ يَصِفَ مَنْ ثَبَتَ بِالبُرْهَانِ أَنَّهُ لَا يُوْصَفُ بِالأَوْصَافِ وَ لَا يُذْکَرُ بِالأَذْکَارِ لَمْ يَزَلْ کَانَ مُقَدَّسًا عَنْ إِدْرَاکِ خَلْقِهِ وِ مُنَزَّهًا عَنْ عِرْفَانِ عِبَادِهِ أَیْ رَبَّ تَرَی المَيِّتَ أَمَامَ وَجْهِکَ لَا تَجْعَلْهُ مَحْرُومًا مِنْ کَأْسِ الحَيَوَانِ بِجُودِکَ وَ کَرَمِکَ وَ العَلِيْلَ تِلْقَآءَ عَرْشِکَ لَا تَمْنَعْهُ عَنْ بَحْرِ شِفَائِکَ أَسْئَلُکَ أَنْ تُؤَيِّدَنِی فِی کُلِّ الأَحْوَالِ عَلَی ذِکْرِکَ وَ ثَنَائِکَ وَ خِدْمَةِ أَمْرِکَ بَعْدَ عِلْمِی بِأَنَّ مَا يَظْهَرُ مِنَ العَبْدِ مَحْدُودٌ بِحُدُودِ نَفْسِهِ وَ لَا يَلِيْقُ لِحَضْرَتِکَ وَ لَا يَنْبَغِی لِبِسَاطِ عِزِّکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ عِزَّتِکَ لَوْ لَا ثَنَائُکَ لَا يَنْفَعُنِی لِسَانِی وَ لَوْ لَا خِدْمَتُکَ لَا يَنْفَعُنِی وُجُودِی وَ لَا أَحِبُّ البَصَرَ إِلَّا لِمُشَاهَدَةِ أَنْوَارِ أُفُقِکَ الأَعْلَی وَ لَا أُرِيدُ السَّمَعَ إِلَّا لِإِصْغَآءِ نِدَائِکَ الأَحْلَی آهٍ آهٍ لَمْ أَدْرِ يَا إِلَهِی وَ سَنَدِی وَ رَجَائِی هَلْ قَدَّرْتَ لِی مَا تَقِرُّ بِهِ عَيْنِی وَ يَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرِی وَ يَفْرَحُ بِهِ قَلْبِی أَو قَضَائُکَ المُبْرَمُ مَنَعَنِی عَنِ الحُضُورِ أَمَامَ عَرْشِکَ يَا مَالِکَ القِدَمِ وَ سُلْطَانَ الأُمَمِ وَ عِزَّتِکَ وَ سُلْطَانِکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ إِقْتِدَارِکَ قَدْ أَمَاتَتْنِی ظُلْمَةُ البُعْدِ أَيْنَ نُورُ قُرْبِکَ يَا مَقْصُودَ العَارِفِينَ وَ أَهْلَکَتَنِی سَطْوَةُ الهَجْرِ أَيْنَ ضِيَآءُ وَصْالِکَ يَا مَحْبُوبَ المُخْلِصِينَ تَرَی يَا إِلَهِی مَا وَرَدَ عَلَيَّ فِی سَبِيلِکَ مِنَ الَّذِينَ أَنْکَرُوا حَقَّکَ وَ نَقَضُوا مِيْثَاقَکَ وَ جَادَلُوا بِايَاتِکَ وَ کَفَرُوا بِنِعْمَتِکَ بَعْدَ ظُهُورِهَا وَ کَلِمَتِکَ بَعْدَ إِنْزَالِهَا وَ بِحُجَّتِکَ بَعْدَ إِکْمَالِهَا أَیْ رَبِّ يَشْهَدُ لِسَانُ لِسَانِی وَ قَلْبُ قَلْبِی وَ رُوْحُ رُوْحِی وَ ظَاهِرِی وَ بَاطِنِی بِوَحْدَانِيَّتِکَ وَ فَرْدَانِيَّتِکَ وَ بِقُدْرَتِکَ وَ إِقْتِدَارِکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ سُلْطَانِکَ وَ بِعِزَّتِکَ وَ رِفْعَتِکَ وَ اخْتِيَارِکَ وَ بِأَنَّکَ أَنْتَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ کُنْتَ کَنْزًا مَخْفِيًّا عَنِ الأَبْصَارِ وَ الإِدْرَاکِ وَ لَا تَزَالُ تَکُونُ بِمِثْلِ مَا کُنْتَ فِی أَزَلِ الآزَالِ لَا تُضْعِفُکَ قُوَّةُ العَالَمِ وَ لَا يُخَوِّفُکَ اقْتِدَارُ الأُمَمِ أَنْتَ الَّذِی فَتَحْتَ بَابَ العِلْمِ عَلَی وَجْهِ عِبَادِکَ لِعِرْفَانِ مَشْرِقِ وَحْيِکَ وَ مَطْلَعِ آيَاتِکَ وَ سَمَآءِ ظُهُورِکَ وَ شَمْسِ جَمَالِکَ وَ وَعَدْتَ مَنْ عَلَی الأَرْضِ فِی کُتُبِکَ وَ زُبُرِکَ وَ صُحُفِکَ بِظُهُورِ نَفْسِکَ وَ کَشْفِ سُبُحَاتِ الجَلَالِ عَنْ وَجْهِکَ کَمَا أَخْبَرْتَ بِهِ حَبِيْبَکَ الَّذِی بِهِ أَشْرَقَ نَيِّرُ الأَمْرِ مِنْ أُفُقِ الحِجَازِ وَ سَطَعَ نُورُ الحَقِيْقَةِ بَيْنَ العِبَادِ بِقُولِکَ ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ ﴾ وَ مِنْ قَبْلِهِ بَشَّرْتَ الکَلِيمَ ﴿ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمِكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَکِّرْهُم بِأَيَّامِ اللّهِ ﴾ وَ أَخْبَرْتَ بِهِ الرُّوْحَ وَ أَنْبِيَائَکَ وَ رُسُلَکَ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ لَوْ يَظْهَرُ مِنْ خَزَائِنِ قَلَمِکَ الأَعْلَی مَا أَنْزَلْتَهُ فِی ذِکْرِ هَذَا الذِّکْرِ الأَعْظَمِ وَ نَبَأِکَ العَظِيمِ لَيَنْصَعِقُ أَهْلُ مَدَائِنِ العِلْمِ وَ العِرْفَانِ إِلَّا مَنْ أَنْقَذْتَهُ بِاقْتِدَارِکَ وَ حَفَظْتَهُ بِجُودِکَ وَ فَضْلِکَ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَفَيْتَ بِعَهْدِکَ وَ أَظْهَرْتَ الَّذِی بَشَّرْتَ بِظُهُورِهِ أَنْبِيَآئُکَ وَ أَصْفِيَآئُکَ وَ عِبَادُکَ وَ إِنَّهُ أَتَی مِنْ أُفُقِ العِزِّةِ وَ الإِقْتِدَارِ بِرَايَاتِ آيَاتِکَ وَ أَعْلَامِ بَيِّنَاتِکَ وَ قَامَ أَمَامَ الوُجُوهِ بِقُوَّتِکَ وَ قُدْرَتِکَ وَ دَعَا الکُلَّ إِلَی الذِّرْوَةِ العُلْيَا وَ الأُفُقِ الأَعْلَی بَحَيْثُ مَا مَنَعَهُ ظُلْمُ العُلَمَآءِ وَ سَطْوَةُ الأُمَرَآءِ قَامَ بِالإِسْتِقَامَةِ الکُبْرَی وَ نَطَقَ بِأَعْلَی النِّدَاءِ قَدْ أَتَی الوَهَّابُ رَاکِبًا عَلَی السَّحَابِ أَقْبِلُوا يَا أَهْلَ الأَرْضِ بِوُجُوهٍ بَيْضَاءٍ وُ قُلُوبٍ نَوْرَآءَ طُوْبَی لِمَنْ فَازَ بِلِقَائِکَ وَ شَرِبَ رَحِيْقَ الوِصَالِ مِنْ أَيَادِی عَطَائِکَ وَ وَجَدَ عَرْفَ آيَاتِکَ وَ نَطَقَ بِثَنَائِکَ وَ طَارَ فِی هَوَائِکَ وَ أَخَذَهُ جِذْبُ بَيَانِکَ وَ أَدْخَلَهُ فِی الفِرْدَوْسِ الأَعْلَی مَقَامَ المُکَاشَفَةِ وَ المُشَاهَدَةِ أَمَامَ عَرْشِ عَظَمَتِکَ أَیْ رَبِّ أَسْئَلُکَ بِالعِصْمَةِ الکُبْرَی الَّتِی جَعَلْتَهَا أُفُقًا لِظُهُورِکَ وَ بِکَلِمَتِکَ العُلْيَا الَّتِی بَهَا خَلَقْتَ الخَلْقَ وَ أَظْهَرْتَ الأَمْرَ وَ بِهَذَا الاسْمِ الَّذِی بِهِ نَاحَتِ الأَسْمَآءُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ العُرَفَاءِ أَنْ تَجْعَلَنِی مُنْقَطِعًا عَنْ دُوْنِکَ بَحَيْثُ لَا أَتَحَرَّکُ إِلَّا بِإِرَادَتِکَ وَ لَا أَتَکَلَّمُ إِلَّا بِمَشِيَّتِکَ وَ لَا أَسْمَعُ إِلَّا ذِکْرَکَ وَ ثَنَائَکَ لَکَ الحَمْدُ يَا إِلَهِی وَ لَکَ الشُّکْرُ يَا رَجَائِی بِمَا أَوْضَحْتَ لِی صِرَاطَکَ المُسْتَقِيمِ وَ أَظْهَرْتَ لِی نَبَأَکَ العَظِيمِ وَ أَيَّدْتَنِی عَلَی الإِقْبَالِ إِلَی مَشْرِقِ وَحْيِکَ وَ مَصْدَرِ أَمْرِکَ بَعْدَ إِعْرَاضِ عِبَادِکَ وَ خَلْقِکَ أَسْئَلُکَ يَا مَالِکَ مَلَکُوتِ البَقَآءِ بِصَرِيرِ قَلَمِکَ الأَعْلَی وَ بِالنَّارِ المُشْتَعِلَةِ النَّاطِقَةِ فِی شَجْرَةِ الخَضْرَآءِ وَ بِالسَّفِيْنَةِ الَّتِی جَعَلْتَهَا مَخْصُوصَةً لِأَهْلِ البَهَآءِ أَنْ تَجْعَلَنِی مُسْتَقِيمًا عَلَی حُبِّکَ وَ رَاضِيًا بِمَا قَدَّرْتَ لِی فِی کِتَابِکَ وَ قَائِمًا عَلَی خِدْمَتِکَ وَ خِدْمَةِ أَوْلِيَائِکَ ثُمَّ أَيِّدْ عِبَادَکَ يَا إِلَهِی عَلَی مَا يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُکَ وَ عَلَی عَمَلِ مَا أَنْزَلْتَهُ فِی کِتَابِکَ إِنَّکَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ عَلَی مَا تَشَآءُ وَ فِی قَبْضَتِکَ زِمَامُ الأَشْيَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَکِيمُ. |
Latest revision as of 16:27, 8 December 2023
ارْتَکَبَ فِی أَيَّامِکَ بَحَيْثُ نَقَضَ عَهْدَکَ وَ مِيْثَاقَکَ وَ أَنْکَرَ آيَاتِکَ وَ قَامَ عَلَی الإِعْرَاضِ وَ ارْتَکَبَ مَا نَاحَ بِهِ سُکَّانُ مَلَکُوتِکَ فَلَمَّا خَابَ فِی نَفْسِهِ وَ وَجَدَ رَائِحَةَ الخُسْرَانِ صَاحَ وَ قَالَ مَا تَحَيَّرَ بِهِ المُقَرَّبُونَ مِنْ أَصْفِيَائِکَ وَ أَهْلِ خِبَاءِ مَجْدِکَ تَرَانِی يَا إِلَهِی کَالحُوتِ المُتَبَلْبِلِ عَلَی التُّرَابِ أَغِثْنِی ثُمَّ ارْحَمْنِی يَا مُسْتَغَاثُ وَ يَا مَنْ فِی قَبْضَتِکَ زِمَامُ النَّاسِ مِنَ الذُّکُورِ وَ الإِنَاثِ کُلَّمَا أَتَفَکَّرُ فِی جَرِيرَاتِیَ العُظْمَی وَ خَطِيئَاتِیَ الکُبْرَی يَأْخُذُنِی اليَأْسُ مِنْ کُلِّ الجِهَاتِ وَ کُلَّمَا أَتَفَکَّرُ فِی بَحْرِ عَطَائِکَ وَ سَمَآءِ جُوْدِکَ وَ شَمْسِ فَضْلِکَ أَجِدُ عَرْفَ الرَّجَاءِ مِنَ اليَمِينِ وَ اليَسَارِ وَ الجُنُوبِ وَ الشِّمَالِ کَأَنَّ الأَشْيَاءَ کُلَّهَا تُبَشِّرُنِی بِأَمْطَارِ سَحَابِ سَمَآءِ رَحْمَتِکَ وَ عِزَّتِکَ يَا سَنَدَ المُخْلِصِينَ وَ مُقْصُودَ المُقَرَّبِينَ شَجَّعَتْنِی مَوَاهِبُکَ وَ أَلْطَافُکَ وَ ظُهُورَاتُ فَضْلِکَ وَ عِنَايَتِکَ وَ إِلَّا مَا لِلْمَفْقُودِ أَنْ يَذْکُرَ مَنْ أَظْهَرَ الوُجُودَ بِکَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ وَ مَا لِلْمَعْدُومِ أَنْ يَصِفَ مَنْ ثَبَتَ بِالبُرْهَانِ أَنَّهُ لَا يُوْصَفُ بِالأَوْصَافِ وَ لَا يُذْکَرُ بِالأَذْکَارِ لَمْ يَزَلْ کَانَ مُقَدَّسًا عَنْ إِدْرَاکِ خَلْقِهِ وِ مُنَزَّهًا عَنْ عِرْفَانِ عِبَادِهِ أَیْ رَبَّ تَرَی المَيِّتَ أَمَامَ وَجْهِکَ لَا تَجْعَلْهُ مَحْرُومًا مِنْ کَأْسِ الحَيَوَانِ بِجُودِکَ وَ کَرَمِکَ وَ العَلِيْلَ تِلْقَآءَ عَرْشِکَ لَا تَمْنَعْهُ عَنْ بَحْرِ شِفَائِکَ أَسْئَلُکَ أَنْ تُؤَيِّدَنِی فِی کُلِّ الأَحْوَالِ عَلَی ذِکْرِکَ وَ ثَنَائِکَ وَ خِدْمَةِ أَمْرِکَ بَعْدَ عِلْمِی بِأَنَّ مَا يَظْهَرُ مِنَ العَبْدِ مَحْدُودٌ بِحُدُودِ نَفْسِهِ وَ لَا يَلِيْقُ لِحَضْرَتِکَ وَ لَا يَنْبَغِی لِبِسَاطِ عِزِّکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ عِزَّتِکَ لَوْ لَا ثَنَائُکَ لَا يَنْفَعُنِی لِسَانِی وَ لَوْ لَا خِدْمَتُکَ لَا يَنْفَعُنِی وُجُودِی وَ لَا أَحِبُّ البَصَرَ إِلَّا لِمُشَاهَدَةِ أَنْوَارِ أُفُقِکَ الأَعْلَی وَ لَا أُرِيدُ السَّمَعَ إِلَّا لِإِصْغَآءِ نِدَائِکَ الأَحْلَی آهٍ آهٍ لَمْ أَدْرِ يَا إِلَهِی وَ سَنَدِی وَ رَجَائِی هَلْ قَدَّرْتَ لِی مَا تَقِرُّ بِهِ عَيْنِی وَ يَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرِی وَ يَفْرَحُ بِهِ قَلْبِی أَو قَضَائُکَ المُبْرَمُ مَنَعَنِی عَنِ الحُضُورِ أَمَامَ عَرْشِکَ يَا مَالِکَ القِدَمِ وَ سُلْطَانَ الأُمَمِ وَ عِزَّتِکَ وَ سُلْطَانِکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ إِقْتِدَارِکَ قَدْ أَمَاتَتْنِی ظُلْمَةُ البُعْدِ أَيْنَ نُورُ قُرْبِکَ يَا مَقْصُودَ العَارِفِينَ وَ أَهْلَکَتَنِی سَطْوَةُ الهَجْرِ أَيْنَ ضِيَآءُ وَصْالِکَ يَا مَحْبُوبَ المُخْلِصِينَ تَرَی يَا إِلَهِی مَا وَرَدَ عَلَيَّ فِی سَبِيلِکَ مِنَ الَّذِينَ أَنْکَرُوا حَقَّکَ وَ نَقَضُوا مِيْثَاقَکَ وَ جَادَلُوا بِايَاتِکَ وَ کَفَرُوا بِنِعْمَتِکَ بَعْدَ ظُهُورِهَا وَ کَلِمَتِکَ بَعْدَ إِنْزَالِهَا وَ بِحُجَّتِکَ بَعْدَ إِکْمَالِهَا أَیْ رَبِّ يَشْهَدُ لِسَانُ لِسَانِی وَ قَلْبُ قَلْبِی وَ رُوْحُ رُوْحِی وَ ظَاهِرِی وَ بَاطِنِی بِوَحْدَانِيَّتِکَ وَ فَرْدَانِيَّتِکَ وَ بِقُدْرَتِکَ وَ إِقْتِدَارِکَ وَ عَظَمَتِکَ وَ سُلْطَانِکَ وَ بِعِزَّتِکَ وَ رِفْعَتِکَ وَ اخْتِيَارِکَ وَ بِأَنَّکَ أَنْتَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ کُنْتَ کَنْزًا مَخْفِيًّا عَنِ الأَبْصَارِ وَ الإِدْرَاکِ وَ لَا تَزَالُ تَکُونُ بِمِثْلِ مَا کُنْتَ فِی أَزَلِ الآزَالِ لَا تُضْعِفُکَ قُوَّةُ العَالَمِ وَ لَا يُخَوِّفُکَ اقْتِدَارُ الأُمَمِ أَنْتَ الَّذِی فَتَحْتَ بَابَ العِلْمِ عَلَی وَجْهِ عِبَادِکَ لِعِرْفَانِ مَشْرِقِ وَحْيِکَ وَ مَطْلَعِ آيَاتِکَ وَ سَمَآءِ ظُهُورِکَ وَ شَمْسِ جَمَالِکَ وَ وَعَدْتَ مَنْ عَلَی الأَرْضِ فِی کُتُبِکَ وَ زُبُرِکَ وَ صُحُفِکَ بِظُهُورِ نَفْسِکَ وَ کَشْفِ سُبُحَاتِ الجَلَالِ عَنْ وَجْهِکَ کَمَا أَخْبَرْتَ بِهِ حَبِيْبَکَ الَّذِی بِهِ أَشْرَقَ نَيِّرُ الأَمْرِ مِنْ أُفُقِ الحِجَازِ وَ سَطَعَ نُورُ الحَقِيْقَةِ بَيْنَ العِبَادِ بِقُولِکَ ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ ﴾ وَ مِنْ قَبْلِهِ بَشَّرْتَ الکَلِيمَ ﴿ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمِكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَکِّرْهُم بِأَيَّامِ اللّهِ ﴾ وَ أَخْبَرْتَ بِهِ الرُّوْحَ وَ أَنْبِيَائَکَ وَ رُسُلَکَ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ لَوْ يَظْهَرُ مِنْ خَزَائِنِ قَلَمِکَ الأَعْلَی مَا أَنْزَلْتَهُ فِی ذِکْرِ هَذَا الذِّکْرِ الأَعْظَمِ وَ نَبَأِکَ العَظِيمِ لَيَنْصَعِقُ أَهْلُ مَدَائِنِ العِلْمِ وَ العِرْفَانِ إِلَّا مَنْ أَنْقَذْتَهُ بِاقْتِدَارِکَ وَ حَفَظْتَهُ بِجُودِکَ وَ فَضْلِکَ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَفَيْتَ بِعَهْدِکَ وَ أَظْهَرْتَ الَّذِی بَشَّرْتَ بِظُهُورِهِ أَنْبِيَآئُکَ وَ أَصْفِيَآئُکَ وَ عِبَادُکَ وَ إِنَّهُ أَتَی مِنْ أُفُقِ العِزِّةِ وَ الإِقْتِدَارِ بِرَايَاتِ آيَاتِکَ وَ أَعْلَامِ بَيِّنَاتِکَ وَ قَامَ أَمَامَ الوُجُوهِ بِقُوَّتِکَ وَ قُدْرَتِکَ وَ دَعَا الکُلَّ إِلَی الذِّرْوَةِ العُلْيَا وَ الأُفُقِ الأَعْلَی بَحَيْثُ مَا مَنَعَهُ ظُلْمُ العُلَمَآءِ وَ سَطْوَةُ الأُمَرَآءِ قَامَ بِالإِسْتِقَامَةِ الکُبْرَی وَ نَطَقَ بِأَعْلَی النِّدَاءِ قَدْ أَتَی الوَهَّابُ رَاکِبًا عَلَی السَّحَابِ أَقْبِلُوا يَا أَهْلَ الأَرْضِ بِوُجُوهٍ بَيْضَاءٍ وُ قُلُوبٍ نَوْرَآءَ طُوْبَی لِمَنْ فَازَ بِلِقَائِکَ وَ شَرِبَ رَحِيْقَ الوِصَالِ مِنْ أَيَادِی عَطَائِکَ وَ وَجَدَ عَرْفَ آيَاتِکَ وَ نَطَقَ بِثَنَائِکَ وَ طَارَ فِی هَوَائِکَ وَ أَخَذَهُ جِذْبُ بَيَانِکَ وَ أَدْخَلَهُ فِی الفِرْدَوْسِ الأَعْلَی مَقَامَ المُکَاشَفَةِ وَ المُشَاهَدَةِ أَمَامَ عَرْشِ عَظَمَتِکَ أَیْ رَبِّ أَسْئَلُکَ بِالعِصْمَةِ الکُبْرَی الَّتِی جَعَلْتَهَا أُفُقًا لِظُهُورِکَ وَ بِکَلِمَتِکَ العُلْيَا الَّتِی بَهَا خَلَقْتَ الخَلْقَ وَ أَظْهَرْتَ الأَمْرَ وَ بِهَذَا الاسْمِ الَّذِی بِهِ نَاحَتِ الأَسْمَآءُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ العُرَفَاءِ أَنْ تَجْعَلَنِی مُنْقَطِعًا عَنْ دُوْنِکَ بَحَيْثُ لَا أَتَحَرَّکُ إِلَّا بِإِرَادَتِکَ وَ لَا أَتَکَلَّمُ إِلَّا بِمَشِيَّتِکَ وَ لَا أَسْمَعُ إِلَّا ذِکْرَکَ وَ ثَنَائَکَ لَکَ الحَمْدُ يَا إِلَهِی وَ لَکَ الشُّکْرُ يَا رَجَائِی بِمَا أَوْضَحْتَ لِی صِرَاطَکَ المُسْتَقِيمِ وَ أَظْهَرْتَ لِی نَبَأَکَ العَظِيمِ وَ أَيَّدْتَنِی عَلَی الإِقْبَالِ إِلَی مَشْرِقِ وَحْيِکَ وَ مَصْدَرِ أَمْرِکَ بَعْدَ إِعْرَاضِ عِبَادِکَ وَ خَلْقِکَ أَسْئَلُکَ يَا مَالِکَ مَلَکُوتِ البَقَآءِ بِصَرِيرِ قَلَمِکَ الأَعْلَی وَ بِالنَّارِ المُشْتَعِلَةِ النَّاطِقَةِ فِی شَجْرَةِ الخَضْرَآءِ وَ بِالسَّفِيْنَةِ الَّتِی جَعَلْتَهَا مَخْصُوصَةً لِأَهْلِ البَهَآءِ أَنْ تَجْعَلَنِی مُسْتَقِيمًا عَلَی حُبِّکَ وَ رَاضِيًا بِمَا قَدَّرْتَ لِی فِی کِتَابِکَ وَ قَائِمًا عَلَی خِدْمَتِکَ وَ خِدْمَةِ أَوْلِيَائِکَ ثُمَّ أَيِّدْ عِبَادَکَ يَا إِلَهِی عَلَی مَا يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُکَ وَ عَلَی عَمَلِ مَا أَنْزَلْتَهُ فِی کِتَابِکَ إِنَّکَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ عَلَی مَا تَشَآءُ وَ فِی قَبْضَتِکَ زِمَامُ الأَشْيَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَکِيمُ.