Kitab-i-Badi/Persian462: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(5 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
فآه آه، يا محبوبی! كيف أذكر ما أشاهد من ظهورات فعلك و شئونات أمرك؟ مرّةً أشاهد بأنّك أخذت قلم الّذی كان مثلی بأنامل رحمتك و جعلته مُعاشر نفسك و مؤانس جمالك، و تأخذه بأصابع عزّك و كبريائك و تجری منه بحور الحيوان الّتی بقطرة منها بعثت حقائق الإمكان و أفئدة أهل الأكوان و من صريره إستجذبت قلوب المقرّبين و أفئدة المخلصين. و مرّةً أشاهد بأنّك إبتليتنی بأنامل المشركين و جعلتنی مقهوراً تحت أصابعهم و ظهر منّی ما إضطربت منه أفئدة ملاء الأعلی، ثمّ سكّان مدائن البقاء و تشبّكتْ أكباد الّذين كرّمتَ وجوههم عن التّوجّه إلی غيرك و قدّستهم عن إشارات أهل أرضك و إستقربتهم فی ظلّ عنايتك و إفضالك. فو عزّتك أخاف بأنّ مِن عصيانی يتوقّف قلم أمرك ويعطّل ألواح قضائك و[۲۴۴]صحائف تقديرك. فيا ليت ما كنتُ موجوداً و ما كنتُ مذكوراً.
و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.

Latest revision as of 17:12, 16 May 2023

و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.