Madinatut-Tawhid/Arabic2: Difference between revisions
TridentBot (talk | contribs) (Pywikibot 8.1.2) |
TridentBot (talk | contribs) m (Pywikibot 8.1.2) |
||
Line 1: | Line 1: | ||
تلك آيات الكتاب فصّلت آياته بدعيا غير ذي عوج على آيات اللّه وهدى ونورا وذكرى لمن في السّموات والأرضين وفيه ما يقرّب النّاس إلى ساحة قدس مبين وإنّه لكتاب فيه يذكر كلّ أمر حكيم ونزل بالحقّ من لدن حكيم عليم وفيه ما يغني النّاس عن كلّ شيء ويهب منه روايح القدس على العالمين ويغن بأنّه لا إله إلّا هو يفعل ما يشاء بأمره ويحكم ما يريد وما من إله إلّا هو له الخلق والأمر يحيي ويميت ثمّ يميت ويحيي وأنّه هو حيّ في جبروت البقاء يحكم ما يشاء ولا يسئل عمّا شاء وفي قبضته ملكوت الإنشاء لا إله إلّا هو العزيز الجميل وأنّه لهو الحقّ لا إله إلّا هو لم يزل كان مقدّسا عن دونه ومتعاليا عن وصف ما سواه ولا يسبقه أحد في العلم وأنّه كان على كلّ شيء محيطا ولا يزال ما اقترن بعرفان كينونته أحد من خلقه ولن يصل إليه إيقان موقن ولا عرفان نفس وأنّه لهو الغنيّ الحكيم وكان واحدا في ذاته وواحدا في صفاته وواحدا في أفعاله لم يزل كان متوحّدا في عرش الجلال ولا يزال يكون متفرّدا على كرسي الإجلال وأنّه لهو الصّمد الّذي لن يخرج عنه شيء ولن يقترن به شيء وهو العليّ المقتدر العظيم ما وحّده أحد دون ذاته وما عرفه نفس دون كينونته وكلّ ما خلق في الإبداع وظهر في الإختراع خلق بكلمة من أمره لا إله إلّا هو العزيز الكريم وإنّ ما يعرفه العارفون في أعلى مقاماتهم وإنّ ما يبلغه البالغون في أقصى مراتبهم هو عرفان آية تجلّيه بنفسها لنفسها وهذا غاية العرفان إن أنتم إلى معارج العلم لمن القاصدين فلمّا سدّت أبواب الوصول عن ذاته الأزليّة وانقطعت جناحين العرفان عن الطّيران إلى ملكوت أمره أرسل الرّسل من عنده وأنزل عليهم الكتب من لدنه وجعل عرفانهم عرفان نفسه وهذا ما قبل عن الممكنات جودا من عنده وفضلا من لدنه على من في الملك أجمعين ومن أقرّ بهم كأنّه أقرّ على اللّه ووحّد ذاته ومن تقرّب إليهم كأنّه تقرّب إلى ساحة قدس مبين ومن أطاعهم أطاع اللّه ومن أعرض عنهم أعرض عن وجه اللّه العزيز المقتدر الحيّ الرّفيع وقدّر اللّه عرفان نفسه في عرفان أنفسهم وهذا ما قدّر في ألواح الأمر من لدن مقتدر قدير وهذا مبلغ العارفين في منتهى معارجهم إن أنتم من العالمين وما قدّر اللّه فوق ذلك لأحد نصيب ولا لنفس سبيل إليه وهذا ما كتب على نفسه الحقّ إن أنتم من العارفين هل يقدر الضّعيف أن يصعد إلى قويّ قديم قل سبحان اللّه كلّ فقراء إليه وكلّ عن عرفانه لعاجزون وهل ينبغي للفاني أن يطير في جبروت الباقي قل سبحان اللّه كلّ عجزاء عنده وكلّ في مظاهر أمره لحايرين |
Latest revision as of 06:47, 3 June 2023
تلك آيات الكتاب فصّلت آياته بدعيا غير ذي عوج على آيات اللّه وهدى ونورا وذكرى لمن في السّموات والأرضين وفيه ما يقرّب النّاس إلى ساحة قدس مبين وإنّه لكتاب فيه يذكر كلّ أمر حكيم ونزل بالحقّ من لدن حكيم عليم وفيه ما يغني النّاس عن كلّ شيء ويهب منه روايح القدس على العالمين ويغن بأنّه لا إله إلّا هو يفعل ما يشاء بأمره ويحكم ما يريد وما من إله إلّا هو له الخلق والأمر يحيي ويميت ثمّ يميت ويحيي وأنّه هو حيّ في جبروت البقاء يحكم ما يشاء ولا يسئل عمّا شاء وفي قبضته ملكوت الإنشاء لا إله إلّا هو العزيز الجميل وأنّه لهو الحقّ لا إله إلّا هو لم يزل كان مقدّسا عن دونه ومتعاليا عن وصف ما سواه ولا يسبقه أحد في العلم وأنّه كان على كلّ شيء محيطا ولا يزال ما اقترن بعرفان كينونته أحد من خلقه ولن يصل إليه إيقان موقن ولا عرفان نفس وأنّه لهو الغنيّ الحكيم وكان واحدا في ذاته وواحدا في صفاته وواحدا في أفعاله لم يزل كان متوحّدا في عرش الجلال ولا يزال يكون متفرّدا على كرسي الإجلال وأنّه لهو الصّمد الّذي لن يخرج عنه شيء ولن يقترن به شيء وهو العليّ المقتدر العظيم ما وحّده أحد دون ذاته وما عرفه نفس دون كينونته وكلّ ما خلق في الإبداع وظهر في الإختراع خلق بكلمة من أمره لا إله إلّا هو العزيز الكريم وإنّ ما يعرفه العارفون في أعلى مقاماتهم وإنّ ما يبلغه البالغون في أقصى مراتبهم هو عرفان آية تجلّيه بنفسها لنفسها وهذا غاية العرفان إن أنتم إلى معارج العلم لمن القاصدين فلمّا سدّت أبواب الوصول عن ذاته الأزليّة وانقطعت جناحين العرفان عن الطّيران إلى ملكوت أمره أرسل الرّسل من عنده وأنزل عليهم الكتب من لدنه وجعل عرفانهم عرفان نفسه وهذا ما قبل عن الممكنات جودا من عنده وفضلا من لدنه على من في الملك أجمعين ومن أقرّ بهم كأنّه أقرّ على اللّه ووحّد ذاته ومن تقرّب إليهم كأنّه تقرّب إلى ساحة قدس مبين ومن أطاعهم أطاع اللّه ومن أعرض عنهم أعرض عن وجه اللّه العزيز المقتدر الحيّ الرّفيع وقدّر اللّه عرفان نفسه في عرفان أنفسهم وهذا ما قدّر في ألواح الأمر من لدن مقتدر قدير وهذا مبلغ العارفين في منتهى معارجهم إن أنتم من العالمين وما قدّر اللّه فوق ذلك لأحد نصيب ولا لنفس سبيل إليه وهذا ما كتب على نفسه الحقّ إن أنتم من العارفين هل يقدر الضّعيف أن يصعد إلى قويّ قديم قل سبحان اللّه كلّ فقراء إليه وكلّ عن عرفانه لعاجزون وهل ينبغي للفاني أن يطير في جبروت الباقي قل سبحان اللّه كلّ عجزاء عنده وكلّ في مظاهر أمره لحايرين