Kitab-i-Badi/Persian463: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.
فآه آه، يا محبوبی! دعوتك حين الّذی نبتت فی شاطی قدس[۲۴۶]أحديّتك بإسمك "الرّئوف"، ثمّ بإسمك "الرّحمن"، ثمّ بإسمك "الرّحيم"، ثمّ بإسمك "الغفور"، ثمّ بإسمك "العطوف"، ثمّ بإسمك "الودود"، ثمّ بإسمك "الكافی"، ثمّ بإسمك "المُعطی". و كلّما وجدت نفسی محزوناً بشّرتُها بقربك و لقائك، و كلّما إضطربتْ سكّنتُها بذكر أيّام وصالك. فلمّا كمل خلقی إذاً قلعَنی عن مكانی أحدٌ مِن عبادك و نُقلتُ من يدٍ إلی يدٍ و من سوق إلی سوق إلی أن وردتُ فی سوق الّذی أنت عالم به بعلمك الّذی أحاط كلّ شیء. إذاً إشترانی أحدٌ من خلقك و بريّتك. ولكن، يا إلهی و محبوبی، فو عزّتك لمّا أخذنی بيده رأيتُ بأنّه غافلٌ عن ذلك و كنتُ فی ذلك متحيّراً فی نفسی. لأنّ هذا الضّجيج ظهر منّی من دون إختيار.

Latest revision as of 17:12, 16 May 2023

فآه آه، يا محبوبی! دعوتك حين الّذی نبتت فی شاطی قدس[۲۴۶]أحديّتك بإسمك "الرّئوف"، ثمّ بإسمك "الرّحمن"، ثمّ بإسمك "الرّحيم"، ثمّ بإسمك "الغفور"، ثمّ بإسمك "العطوف"، ثمّ بإسمك "الودود"، ثمّ بإسمك "الكافی"، ثمّ بإسمك "المُعطی". و كلّما وجدت نفسی محزوناً بشّرتُها بقربك و لقائك، و كلّما إضطربتْ سكّنتُها بذكر أيّام وصالك. فلمّا كمل خلقی إذاً قلعَنی عن مكانی أحدٌ مِن عبادك و نُقلتُ من يدٍ إلی يدٍ و من سوق إلی سوق إلی أن وردتُ فی سوق الّذی أنت عالم به بعلمك الّذی أحاط كلّ شیء. إذاً إشترانی أحدٌ من خلقك و بريّتك. ولكن، يا إلهی و محبوبی، فو عزّتك لمّا أخذنی بيده رأيتُ بأنّه غافلٌ عن ذلك و كنتُ فی ذلك متحيّراً فی نفسی. لأنّ هذا الضّجيج ظهر منّی من دون إختيار.