Kitab-i-Badi/Persian462: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و انّ هذا مظلومٌ قد وقف تلقاء مدين عدلك و رحمتك، و إنّ هذا فقير قد تشبّث بذيل غَنائك، و إنّ هذا محروم قد إستظلّ فی ظلّ حرم قدسك و ألطافك. أسئلك بإسمك الّذی به كسّرت أصنام الوهم و الهوی و زيّنت المقرّبين بخلع عرفانك و غفرانك و نزعت عن المشركين رداء أسمائك و ألطافك بأنْ تنزل من سحاب قدرتك و سماء فضلك ما يسكن به قلبی و تطمئنّ به نفسی. فآه آه، يا محبوبی، إذاً قد أخذنی الإضطراب و الإضطرار عند إستقرار عرش إسمك المختار لأنّك لو تعذّب ظالم الّذی ظلمنی بدوام ملكك و ملكوتك لن تفرح بذلك نفسی[۲۴۵]و لن يذهب وحشتی و لن يسكن إضطرابی و إضطراری. لأنّ وجهی، يا إلهی، إصفرّ من خجلتی بما ظهر منّی و هذه من رائحة الّتی لن يذهب منّی و لو يهبّ علیّ عن يمين عنايتك أرياحُ غفرانك بدوام عزّ أحديّتك. إذاً هل تری، يا محبوبی، خاسراً أخسرَ منّی أو ذليلاً أذلّ عنّی؟
و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.

Latest revision as of 17:12, 16 May 2023

و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.