Kitab-i-Badi/Persian446: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(3 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و إنّهم، يا إلهی، نبذوا أحكامك عن ورائهم و نسوا ما نصحتهم به فی ألواحك. فيا ليتَ كانوا قانعاً بذلك، بل كتب كلّ واحدٍ[۲۳۴] منهم كتاباً إحترقتْ عنه نفسك و حقائقُ كلّ شیء و أكبادُ المقرّبين من أحبّائك و المقدّسين من أصفيائك. و إنتشروه فی البلاد لِيضيع به حرمةُ الله بين بريّته و عزّة الله بين خلقه و إحترامه بين عباده. فو عزّتك، يا محبوبی، ما ادركت صباحاً إلا و قد إرتدّ فيه بصری إلی ما إحترق به كبدی و إضطرب به نفسی و حزن به قلبی. و بذلك بكيتُ بعيون سرّی و بَكَتْ ببُكائی عيون الّذين كرّمتَهم مِن بريّتك و إصطفيتهم من بين خلقك و جعلتهم مهابطَ وحيك و مخازن علمك و مظاهر أمرك و مطالع قدرتك و مكامن إلهامك و مشارق شموس إحسانك.
فإذاً، يا محبوبَ البهاء و محيی البهاء و مشوّق البهاء و ذكر البهاء و حبيب البهاء، فابكِ علی نفس البهاء! تالله إنّها قد بقتْ فريداً بين خلقك و وحيداً بين عبادك و يفعلون به ما يريدون و ليس لی من ناصرٍ لِيمنعهم عن فعلهم أو يطردهم عن حول حرم قدسك و سرادق عزّك و إجلالك. فلك الحمد فی كلّ ذلك و فی كلّ ما ورد علی نفسی فی سبيلك. ولو أنّ عبادك نزعوا عن هيكلی ثوبَ السّرور و رداء البهجة و العزّة و الحرمة، ولكن أعطيتَنی بفضلك ما لا يقدر أنْ يتصرّف فيه أحدٌ و لو يجتمع علیّ خلق السّموات و الأرضين. فلك الحمد علی ما أعطيتنی بجودك، يا محبوبَ قلبی و مقصودَ قلوبِ العارفين. و أنا الّذی بحبّك لن أجزعَ مِن شیء و لو يمطر علیّ سحابُ القضاء سهامَ البلاء. فوّضتُ أمری إليك و توكّلت عليك و أنت حسبی و معينی و ناصری و بك إكتفيت عن الخلائق أجمعين. و الحمد لك إذ إنّك أنت معبودی و معبود مَن فی العالمين.

Latest revision as of 17:07, 16 May 2023

فإذاً، يا محبوبَ البهاء و محيی البهاء و مشوّق البهاء و ذكر البهاء و حبيب البهاء، فابكِ علی نفس البهاء! تالله إنّها قد بقتْ فريداً بين خلقك و وحيداً بين عبادك و يفعلون به ما يريدون و ليس لی من ناصرٍ لِيمنعهم عن فعلهم أو يطردهم عن حول حرم قدسك و سرادق عزّك و إجلالك. فلك الحمد فی كلّ ذلك و فی كلّ ما ورد علی نفسی فی سبيلك. ولو أنّ عبادك نزعوا عن هيكلی ثوبَ السّرور و رداء البهجة و العزّة و الحرمة، ولكن أعطيتَنی بفضلك ما لا يقدر أنْ يتصرّف فيه أحدٌ و لو يجتمع علیّ خلق السّموات و الأرضين. فلك الحمد علی ما أعطيتنی بجودك، يا محبوبَ قلبی و مقصودَ قلوبِ العارفين. و أنا الّذی بحبّك لن أجزعَ مِن شیء و لو يمطر علیّ سحابُ القضاء سهامَ البلاء. فوّضتُ أمری إليك و توكّلت عليك و أنت حسبی و معينی و ناصری و بك إكتفيت عن الخلائق أجمعين. و الحمد لك إذ إنّك أنت معبودی و معبود مَن فی العالمين.